البحث العلمي المتعلق بالفضاء، الذي يعدّ أحد أكثر مجالات العلم إثارة وتحدياً، يفتح آفاقاً جديدة للبشرية، ويعمّق فهمنا للكون المحيط بنا، هذا المجال لا يقتصر فقط على استكشاف الفضاء الخارجي ودراسة الأجرام السماوية، بل يتعدى ذلك ليشمل تطوير تقنيات متقدمة يمكن أن تحسن جودة الحياة على الأرض، وتُسهم في حل بعض التحديات العالمية الرئيسية.

دولة الإمارات العربية المتحدة، بتاريخها العريق وطموحها اللامحدود، قد برزت كقوة رائدة في مجال البحث العلمي للفضاء، معلنة عن نفسها كلاعب أساسي في المجتمع العلمي العالمي، من خلال إطلاق مهمات فضائية طموحة، وتطوير برامج بحثية متقدمة، تسعى الإمارات للمساهمة في توسيع فهمنا للكون وتعزيز مكانتها كمركز للابتكار والتكنولوجيا.

أحد أبرز إنجازات الإمارات في مجال الفضاء هو إطلاق «مسبار الأمل»، أول مهمة عربية لاستكشاف المريخ، هذه المهمة، التي أُطلقت في يوليو/تموز 2020، لم تمثل فقط نقلة نوعية للإمارات في مجال الفضاء، بل أيضاً للعالم العربي كله. «مسبار الأمل» يهدف إلى دراسة الغلاف الجوي للمريخ والتغيرات المناخية فيه، مقدماً بيانات قيّمة ستُسهم في فهمنا للكوكب الأحمر وإمكانية الحياة عليه.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الإمارات على تطوير برامج تعليمية وبحثية لدعم جيل جديد من العلماء والمهندسين في مجال الفضاء، من خلال إنشاء مراكز بحثية متخصصة وجامعات تقدم برامج في علوم الفضاء. تستثمر الإمارات في بناء قاعدة معرفية قوية وتطوير الكفاءات الوطنية في هذا المجال الحيوي.

تتطلع الإمارات إلى المستقبل برؤية طموحة تهدف إلى استكشاف الفضاء البعيد، والمساهمة في المشاريع الدولية الكبرى مثل استكشاف القمر والمريخ، كما تسعى إلى استخدام التكنولوجيا الفضائية لتحسين جودة الحياة على الأرض، من خلال تطوير تقنيات متقدمة في مجالات الاتصالات والملاحة ورصد الأرض.

دور بلادنا الرائد في البحث العلمي للفضاء يعكس التزامها بالابتكار والتميز، فمن خلال تحقيق إنجازات ملموسة وتطوير قدراتها البحثية، تُسهم الإمارات في توسيع حدود المعرفة البشرية، وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للعلم والتكنولوجيا.

ومع استمرار استثماراتها في مجال الفضاء، تقف الإمارات على أعتاب مستقبل مشرق، ليس فقط لنفسها، ولكن للعالم أجمع في استكشاف الفضاء اللامحدود.

www.shaimaalmarzooqi.com